جدول المحتوى
سنتحدث في هذا المقال عن مرض الإيدز , كما سنتناول أسبابه وطرق انتقاله وأيضا الأعراض والعلاج .
يعرف مرض الإيدز أو ما يسمي مرض نقص المناعة المكتسب ” Aquired Immuno Deficiency Syndrome ” بأنه واحد من أخطر الأمراض المزمن التي تهدد حياة المصابين به . حيث أنه يفقد الجسم القدرة علي مواجهة مختلف أواع العدوي الخارجية من فيروسات أو بكتيريا . فيصبح الجسم في خطر دائم بالإصابة بمختلف الجراثيم .
أسباب حدوث مرض الإيدز وطرق انتقاله :
يعد فيروس HIV هو المسبب الرئيسي لمرض الإيدز . كما تتعدد طرق انتقاله بين المصابين . حيث أنه كان يعرف قديما أنه ينتقل فقط عن طريق الاتصال الجنسي مع شخص يحمل الفيروس.
ولكن أظهرت الأبحاث إمكانية انتقاله بعدة طرق منها :
- الاتصال المباشر مع دم المصاب مثل أثناء عملية نقل الدم .
- الانتقال من الأم المصابة للجنين عن طريق المشيمة في حال عدم تلقيه علاجا واقيا .
- الاستخدام المتكرر لإبر الحقن بين مدمني المخدرات .
آلية عمل فيروس الإيدز HIV:
عادة ما يتم مهاجمة مختلف الجراثيم التي تهاجم لجسم عن طريق خلايا الدم البيضاء وخصوصا الخلايا اللمفية LYMPHOCYTE-CD4
حيث تشكل تلك الخلايا الهدف الرئيسي لفيروس نقص المناعة المكتسب , حيث يقوم بمهاجمة الخلايا واختراقها ثم بعد ذلك تبدأ عملية تغلغل الحمض النووي للفيروس داخل الخلية . الأمر الذي يؤدي إلي بدء تكاثر الفيروس بعد كبير والقضاء علي الخلايا اللمفية .
ثم بعد ذلك تخرج الفيروسات الجديدة لمجري الدم حيث تبدأ في إصابة المزيد من كرات الدم البيضاء . وتتكرر تلك العملية بصفة مستمرة حتي يتم إنتاج ملايين الفيروسات والقضاء علي أغلب كرات الدم البيضاء. والتي تعد الحائط المواجه لمختلف الجراثيم التي تصيب الجسم . حينها يصبح الجسم عرضة لمختلف الإصابات من فيروسات وبكتيريا وأيضا فطريات .
مراحل الإصابة بمرض الإيدز ؟
يتميز الإيدز بعدم ظهور أي أعراض علي المصاب خلال المراحل الأولي من المرض . الأمر الذي يزيد م انتشاره وتناقله بين الأفراد بصورة كبيرة.
ويام تقسيم فترة المرض لعدة مراحل وهي :
أولا : المرحلة الأولي :
وهي الفترة الأولي من الإصابة .حيث يقوم الجسم بمحاربة فيروس الإيدز وهنا تظهر بعض الأعراض علي المريض . ولكنها ليست أعراضا متخصصة فتكون في هيئة أعراض مثل الزكام أو الحرارة كأ عدوي فيروسية أخري. وتستمر تلك الفترة ما بين أسبوعين إلي أربعة أسابيع.
ثانيا : المرحلة الثانية :
ويحدث في هذه المرحلة تكاثر للفيروس داخل الجسم . كما أنه لا تظهر أي من أعراض الإيدز علي المصاب .ولذلك تعرف باسم فترة عديمة الأعراض أو المزمنة . كما أنها قد تستمر لمدة سنوات أو أكثر يستمر بها الفيروس بمهاجمة الخلايا البيضاء CD4. بنهاية المرحلة يبدأ عدد تلك الخلايا بالانخفاض كثيرا ثم تبدأ أعراض مرض الإيدز في الظهور وهنا ينتقل المرض للمرحلة الثالثة .
ثالثا:المرحلة الثالثة:
وتعتبر المرحلة الأكثر خطورة في مرض الإيدز . حيث يصاب الجهاز المناعي بأضرار جسيمة وحينها تبأ أعراض الإيدز في الظهور علي هيئة مجموعة من الأمراض والتي تعرف باسم أمراض أ عدوى انتهازية OPPORTUNISTIC DISEASES. وهي عبارة عم مضاعفات المرض.

أعراض مرض الإيدز :
تختلف أعراض مرض الإيدز باختلاف مراحل الالتهاب .
المرحلة الأولية من الالتهاب:
قد تمر تلك المرحلة بدون ظهور أي أعراض علي الشخص المصاب أو تظهر بعض الأعراض الخفيفية . والتي تشمل :
- ارتفاع بسيط بدرجة الحرارة
- التهاب بالغدد الليمفاوية وتضخمها
- كما يمكن أن يظهر بعض الطفح الجلدي
علي الرغم من أنه يمكن عدم ظهور أية أعراض علي المريض إلا أنه يمكنه نقل الفيروس لشخص آخر وإصابته . وذلك عندما يختلط دم الشخص المصاب مع شخص آخر.
مرحلة الالتهاب المتقدمة :
تتراوح تلك الفترة ما بين سنة إلي عشر سنوات . ويحدث بها تكاثر لفيروس الإيدرز داخل الجسم . والبدء في تدمير الجهاز المناعي.
وقد لا تظهر أيه أعراض خلال تلك المرحلة أيضا . ولكن من الممك ظهور أعراض مزمنة علي الشخص مثل :
- ارتفاع درجة حرارة الجسم
- السعال
- خسارة الوزن
- ضيق التنفس
- تضخم مزمن بالغدد الليمفاوية
- اضطراب مزمن بالأمعاء مثل الإسهال المزمن.
مرحلة الالتهاب الأخيرة:
تبدأ تلك الفترة بعد مرور سنوات أو أكثر . حيث يكون قد حدث ضعف شديد بالجهاز المناعي كما يصبح الجسم في حالة تهديد بالإصابة الشديدة لمختلف الجراثيم مما يهدد حياة الشخص .
ومؤخرا تم وضع تعريف لمرض الإيدز بواسطة مركز مكافحة الأمراض بالولايات المتحدة . وهو أنه يتم تشخيص مرض الإيدز عن طريق إثبات وجود الفيروس بدم المصاب عن طريق القيام بالتحاليل المعملية . وذلك بالإضافة لمجموعة من الأعراض التالية :
- ظهور ما يسمي بالعدوي الانتهازية : وذلك لأن الجسم يكون في حالة ضعف شديد نظرا تلف جهاز المناعة وعدم قدرته علي مواجهة الأمراض . مثل الالتهاب الرئوي (Pneumocystis carinii pneumonia – PCP)
- انخفاض كبير بأعداد الخلايا اللمفية بالجسم : حيث يقل عددها عن 200. في حين أن المعدل الطبيعي لتلك الخلايا بالجسم يتراوح ما بين800 و1200 خلية.
ومع استمرار الالتهاب وتطور ضعف الجهاز المناعي تظهر مجموعة من الأعراض الشديدة علي الشخص والتي تشمل :
- العرق الشديد ليلا
- السعال وضيق بالتنفس
- اضطراب الأمعاء مثل الإسهال المزمن.
- صداع شديد واضطراب بالرؤية
- فقدان الوزن المستمر
- الإصابة بجروح مختلفة باللسان أو داخل الفم مع ظهور نقاط بيضاء دائمة بها .
- الإرهاق والإجهاد المستمر
- التهابات وتضخمات بالغدد الليمفاوية .
ومن ضمن مضاعفات المرض الخطيرة هو الإصابة بنوع سرطان معين ويسمي Kaposi’s Sarcoma وأيضا سرطان الحنجرة وسرطانات الغدد الليمفاوية .
مرض الإيدز لدي الأطفال :
كما أن مرض الإيدز قد ينتقل من الأم الحامل المصابة للجنين وذلك عن طريق المشيمة . وهناك مجموعة من الأعراض المختلفة التي تظهر علي الأطفال المصابين بالإيدز ومنها :
- تأخر بالنمو الحركي
- تأخر النمو العقلي والإدراكي.
- عدم اكتساب الوزن بصورة طبيعية
- تكرار الإصابة ببعض الالتهابات المشهورة مثل التهاب الأذن , الالتهاب الرئوي المتكرر وأيضا تكرار التهاب اللوز.
كيفة تشخيص مرض الإيدز :

عادة ما يتم تشخيص مرض الإيدز عن طريق فحص الدم أو فحص الغشاء المخاطي المبطن للفم للبحث عن وجود أجسام مضادة للفيروس.
كما أنه من توصيات مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة هو القيام بفحص الإيدز للمراهقين والبالغين التي تتراوح أعمارهم ما بين 13 إلي 64 عام . وذلك ضمن الفحوصات الروتينية.
كما أوصت تلك المراكز بضرورة إجراء فخص الإيدز مرة واحدة سنويا للأشخاص الذيم ينتمون لمجموعات الخطر .
وبالرغم من ذلك فإن نتائج تلك الفحوصات قد لا تكون دقيقة حينما يتم إجراؤها بعد التعرض المباشر للفيروس. وذلك لأن الجسم يحتاج الوقت لعمل أجسام مضادة للفيروس .
وقد يتطلب الأمر حوالي 12 أسبوعا أو قد تصل المدة لستة أشهر حتي تظهر الفحوصات وجود فيروس الإيدز بالجسم .
مجموعات الخطر أو الفئات الأكثر تعرضا للإصابة بمرض الإيدز :
يزداد خطر الإصابة بمرض الإيدز عند مجموعة من الأشخاص . وتسمي تلك المجموعات مجموعات الخطر . وتشمل :
- القيام بممارسة العلاقات الجنسية مع عدد من الأشخاص بدون إجراءات وقائية .
- ممارسة علاقات جنسية مع أشخاص حاملي للفيروس.
- الاستعمال المتكرر والمشترك لإبر الحقن وذلك عند تعاطي المخدرات عن طريق الحقن بالوريد.
- حديثي الولادة والأطفال الرضع لأمهات حاملي فيروس الإيدز مع عد تلقي علاج وقائي.
علاج مرض الإيدز :

الأدوية المضادة للفيروسات :
تقوم تلك الأدوية بوقف نمو وتكاثر الفيروس بمراحل نموه المختلفة . وتنقسم تلك المجموعة لسبع مجموعات وتشمل :
- (Nucleoside analog reverse – transcriptase inhibitors – NARTIs or NRTIs).
- (Protease inhibitors – PIs).
- (non-nucleoside reverse – transcriptase inhibitors – NNRTIs).
- (Nucleoside reverse – transcriptase inhibitors – NtRTIs).
- (Fusion inhibitors).
- مثبطات الإنزيم المدمج أو مثبطات الاندماج بالمادة الوراثية (Integrase inhibitor)
نصائح الوقاية من بالإيدز لغير المصابين
هناك مجموعة من النصائح والإرشادات لغير المصابين للوقاية من فيروس الإيدز . وتشمل :
- عمل حملات توعية وإرشادية عن مرض افيدز وخصورته وطرق انتقاله
- القيام بالفحوصات الدورية للمرض بشكل دورى
- تجنب العلاقات الجنسية المتعددة بدون إجراءات وقائية
- أهمية استخدام واقي ذكري عند القيام بعلاقة جنسية
- إجراء عمليات الختان للذكور
- عدم استخدام إبر حقن مشتركة أو مستعملة
- أهمية فحص الدم جيدا ومشتقاته قبل القيام بنقله لأي مريض.
طرق منع نقل العدوى من الأشخاص المصابين :
كما توجد بعض الإجراءات الوقائية عند التعامل مع شخص حامل لفيروس الإيدز . والتي تساعد في الحد من انتشار العدوي من شخص مصاب لشخص سليم . وتشمل تلك الطرق ما يلي:
- الحرص علي ممارسة جنس آمن واستعمال وسائل وقائية .
- أهمية إخبار الشريك عن حمل الفيروس لأخذ الإجراءات الاحترازية لمنع نقل الفيروس
- التوقف عن استخدام الأدوات الشخصية الخاصة بآخرين .
- عدم الاستعمال المتكرر أو المشترك للحقن .
- ضرورة امتناع الشخص المصاب من التبرع بالدم أو الأعضاء لشخص آخر .
- عدم استخدام شفرات الحلاقة أو فرشاة الأسنان الخاصة بالمصابين .
- ضرورة تلقي العلاج في حالة الحمل حتي يحد من فرص انتقال الفيروس للجنين.
اقرأ أيضا :ارتفاع ضغط الدم …الأسباب والأعراض
اقرأ أيضا:التجميل باستخدام إبر الحقن
نصائح التأقلم مع مرض الإيدز :
كما تحدثنا عن مراحل مرض الإيدز فإن المرحلة المزمنة قد تستمر لعشر سنوات أو أكثر, قبل أن يدخل المصاب للمرحلة الأخيرة من الالتهاب وتلف الجهاز المناعي للجسم . الأمر الذي يهدد حياته .
ولذلك يجب علي المصاب محاولة التأقلم والتعايش مع المرض وذلك عن طريق بعض الخطوات .وتشمل:
- الحرص علي تناول الأدوية في مواعيدها.
- أهمية اتباع نظام حياة صحي بشكل كامل: ويشمل ضرورة ممارسة الرياضة بانتظام , وأيضا الحرص علي تناول طعام صحي ومتوازن وأيضا التوقف عن العادات السيئة مثل التدخين وتناول الكحول.
- كما يجب علي المريض ضرورة المتابعة الجيدة لحالته مع الطبيب المختص وبصفة مستمرة . من أجل مناقشة أسلوب العلاج وأية أعراض مستجدة قد تظهر علي المريض .
- وأيضا هناك ضرورة لتلقي الدعم النفسي والمعنوي للمريض .وذلك لأن الحالة النفسية السيئة والشهور بالقلق والاكتئاب يؤثر سلبا علي سير العلاج للمريض.
- وأخيرا يجب مصارحة الشريك بحقيقة الإصابة بالمرض وذلك لأخذ الاحتياطات اللازمة لمنع انتشار العدوى.
بنهاية المقال … نكون قد تحدثنا ن مرض نقص المناعي المكتسب (الإيدز) . كما تناولنا طريقة انتقاله وافصابة به وأيضا الفئة الأكثر عرضة للإصابة. كما تعرفنا علي أعراض ومراحل المرض وتناقشنا أساليب العلاج . وأخيرا تناولنا طرق الوقاية من الإيدز ونصائح للمصابين وغير المصابين للحد من انتشار ذلك المرض.